السبت، 15 يونيو 2013

التَّاسِعُ: بِمَعْنَى الْبَاءِ

التَّاسِعُ: بِمَعْنَى الْبَاءِ التَّاسِعُ: بِمَعْنَى الْبَاءِ نَحْوُ: {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خفي} . حَكَاهُ الْبَغَوِيُّ عَنْ يُونُسَ وَقِيلَ إِنَّمَا قَالَ: {مِنْ طَرْفٍ} لِأَنَّهُ لَا يَصِحُّ عَنْهُ وَإِنَّمَا نَظَرُهُ بِبَعْضِهَا. وَجَعَلَ مِنْهُ ابْنُ أَبَانَ: {يَحْفَظُونَهُ من أمر الله} . أَيْ بِأَمْرِ اللَّهِ. وَقَوْلَهُ: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سلام} . الْعَاشِرُ: بِمَعْنَى فِي نَحْوُ: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ من يوم الجمعة}{أروني ماذا خلقوا من الأرض} وَقِيلَ لِبَيَانِ الْجِنْسِ. الْحَادِي عَشَرَ: بِمَعْنَى عِنْدَ نَحْوُ: {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ من الله} . قال أبو عبيد وَقِيلَ إِنَّهَا لِلْبَدَلِ. الثَّانِي عَشَرَ: بِمَعْنَى الْفَصْلِ وَهِيَ الدَّاخِلَةُ بَيْنَ الْمُتَضَادَّيْنِ نَحْوُ: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ المفسد من المصلح} ، {حتى يميز الخبيث من الطيب} الثَّالِثَ عَشَرَ: الزَّائِدَةُ وَلَهَا شَرْطَانِ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ أَنْ تَدْخُلَ عَلَى نَكِرَةٍ وَأَنْ يَكُونَ الْكَلَامُ نَفْيًا نَحْوَ مَا كَانَ مِنْ رَجُلٍ أَوْ نَهْيًا نَحْوَ لَا تَضْرِبْ مِنْ رَجُلٍ أَوِ اسْتِفْهَامًا نَحْوُ هَلْ جَاءَكَ مِنْ رَجُلٍ؟ وَأَجْرَى بَعْضُهُمُ الشَّرْطَ مَجْرَى النَّفْيِ نَحْوُ إِنْ قَامَ رَجُلٌ قَامَ عَمْرٌو. وَقَالَ الصَّفَّارُ: الصَّحِيحُ الْمَنْعُ وَلَهَا فِي النَّفْيِ مَعْنَيَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنْ تَكُونَ للتنصيص على العموم وهي الداخلة على مالا يُفِيدُ الْعُمُومَ نَحْوُ مَا جَاءَنِي مِنْ رَجُلٍ فَإِنَّهُ قَبْلَ دُخُولِهَا يَحْتَمِلُ نَفْيَ الْجِنْسِ وَنَفْيَ الْوَحْدَةِ فَإِذَا دَخَلَتْ مِنْ تُعِينُ نَفْيَ الْجِنْسِ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إله واحد} {وما تسقط من ورقة إلا يعلمها} {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} وَثَانِيهِمَا: لِتَوْكِيدِ الْعُمُومِ وَهِيَ الدَّاخِلَةُ عَلَى الصِّيغَةِ الْمُسْتَعْمَلَةِ فِي الْعُمُومِ نَحْوَ مَا جَاءَنِي مِنْ أَحَدٍ أَوْ مِنْ دَيَّارٍ لِأَنَّكَ لَوْ أَسْقَطْتَ مِنْ لَبَقِيَ الْعُمُومُ عَلَى حَالِهِ لَأَنَّ أَحَدًا لَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا لِلْعُمُومِ فِي النَّفْيِ. وَمَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ تَغَايُرِ الْمَعْنَيَيْنِ خِلَافُ مَا نَصَّ عَلَيْهِ سِيبَوَيْهِ مِنْ تَسَاوِيهِمَا. قَالَ الصَّفَّارُ: وَهُوَ الصَّحِيحُ عِنْدِي وَأَنَّهَا مُؤَكَّدَةٌ فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَإِنَّهَا لَمْ تَدْخُلْ عَلَى جَاءَنِي رَجُلٌ إِلَّا وَهُوَ يُرَادُ بِهِ مَا جَاءَنِي أَحَدٌ لِأَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِيهَا تَأْكِيدُ الِاسْتِغْرَاقِ مَعَ أَحَدٍ وَلَمْ يَثْبُتْ لَهَا الِاسْتِغْرَاقُ فَيُحْمَلُ هَذَا عَلَيْهِ فَلِهَذَا كَانَ مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ أَوْلَى. قَالَ: وَأَشَارَ إِلَى أَنَّ الْمُؤَكِّدَةَ تَرْجِعُ لِمَعْنَى التَّبْعِيضِ فَإِذَا قُلْتَ مَا جَاءَنِي مِنْ رَجُلٍ فَكَأَنَّهُ قَالَ مَا أَتَانِي بَعْضُ هَذَا الْجِنْسِ وَلَا كُلُّهُ وَكَذَا مَا أَتَانِي مِنْ أَحَدٍ أَيْ بَعْضٍ مِنَ الْأَحَدَيْنِ انْتَهَى. وَقَالَ: الْأُسْتَاذُ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الزبير نص سِيبَوَيْهِ عَلَى أَنَّهَا نَصٌّ فِي الْعُمُومِ قَالَ فَإِذَا قُلْتَ مَا أَتَانِي رَجُلٌ فَإِنَّهُ يَحْتَمِلُ ثَلَاثَةَ مَعَانٍ: أَحَدُهَا: أَنْ تُرِيدَ مَا أَتَاكَ مِنْ رَجُلٍ فِي قُوَّتِهِ وَنَفَاذِهِ بَلْ أَتَاكَ الضعفاء. والثاني: أَنْ تُرِيدَ أَنَّهُ مَا أَتَاكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ بَلْ أَكْثَرُ مِنْ وَاحِدٍ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق