المعنى الثالث: أن يكون الإحصاء بمعنى العقل والمعرفة.
المعنى الثالث: أن يكون الإحصاء بمعنى العقل والمعرفة.
وهذا المعنى مأخوذ من الحصاة وهي: العقل.
قال طرفة:
وإن لسان المرء مالم تكن له ... حصاة على عوراته لدليل2
والعرب تقول: فلان ذو حصاة؛ أي ذو عقل ومعرفة بالأمور.
فيكون معنى "أحصاها": أن من عرفها وعقل معانيها، وآمن بها دخل الجنة3.
قال أبو عمرو الطَّلمنكي: "من تمام المعرفة بأسماء الله تعالى وصفاته التي يستحق بها الداعي والحافظ ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، المعرفة بالأسماء والصفات وما تتضمن من الفوائد، وتدل عليه من الحقائق، ومن لم يعلم ذلك لم يكن عالما لمعاني الأسماء، ولا مستفيدا بذكرها وما تدلُّ عليه من المعاني"4.
المعنى الرابع: أن يكون معنى الحديث أن يقرأ القرآن حتى يختمه فيستوفي هذه الأسماء كلها في أضعاف التلاوة، فكأنه قال: من حفظ القرآن وقرأه فقد استحق دخول الجنة5.قال الحافظ ابن حجر: "وقيل؛ المراد بالحفظ: حفظ القرآن لكونه مستوفيا لها، فمن تلاه دعا بما فيه من الأسماء حصل المقصود. قال النووي: هذا ضعيف.
وقيل: المراد من تتبَّعها من القرآن"1
والحق والصواب أن الإحصاء شامل لهذه الأمور جميعها، فلابد من الجمع بين الإحصاء النظري المتمثل في العلم بها وحفظها وحفظ النصوص الدالة عليها، والإحصاء الفقهيِّ المتمثل في فهم معانيها ومدلولاتها والإيمان بآثارها والإحصاء العملى الذي هو العمل بمقتضاها ودعاء الله بها.
قال ابن بطال: "الإحصاء يقع بالقول، ويقع بالعمل، فالذي بالعمل أن لله أسماء يختصن بها كالأحد، والقدير، فيجب الإقرار بها والخضوع عندها".
وله أسماء يستحبُّ الاقتداء بها في معانيها، كالكريم والغفو، فيسحب للعبد أن يتحلى بمعانيها ليؤدي حق العمل بها، فبهذا يحصل الإحصاء العملي، وأما الإحصاء القولي فيحصل بجمعها وحفظها والسؤال بها، ولو شارك المؤمن غيره في العد والحفظ، فإن المؤمن يمتاز عنه بالإيمان والعمل بها2.
الكتاب :
معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى
المؤلف :
محمد بن خليفة بن علي التميمي
الفن :
العقيدة
الناشر :
أضواء السلف، الرياض، المملكة العربية السعودية
عدد الأجزاء :
1
للاطلاع على الكتاب PDFإاليكم الرابط: http://elibrary.mediu.edu.my/books/DRM3518.pdf للاطلاع على الكتاب إاليكم الرابط: http://raqamiya.mediu.edu.my/BookRead.aspx?&ID=1790
منقول من
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=31016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق