الجمعة، 14 يونيو 2013

سلسلة قراءات فى تاريخ الاسلام والمسلمين- اسم طرابلس ودلالته

سلسلة قراءات فى تاريخ الاسلام والمسلمين- اسم طرابلس ودلالته اسم طرابلس ودلالته: أما طرابلس([1]) ويقال أطرابلس([2]) بالألف هو الاسم العربى الصحيح الذى سميت به منذ فتحها المسلمون، فهو أول اسم عربى أطلق عليها([3])، ومعنى كلمة أطرابلس باللغة الإغريقية ثلاث مدن([4])، إذ أنها تحريف للكلمـة اليونانية "طرابليطة" التى تعنى بلغتهـم ثلاث مـدن، حيث أن "طر" معناهـا "ثلاث" " وبليطة " تعنى " مدينة"([5])، ويبدو أن " طرابليطة " هى الأخرى أيضاً تحريف للتسمية اليونانية " تربيوليتانيا " " Tripolitania "، والتى تم إطلاقها على الإقليم فى القرن الثالث الميلادى([6]). أما المقصود بالمدن الثلاث فهى مدينة " أيا Oea "، وكانت موضع مدينة طرابلس الحالية Tripolis، ولبدة فى شرقها Leptis وصبرة (سبرة – سبراته) وهى سبراته الحالية فى غربها([7])، إذ عندما انهارت صبرة (سبراته) Sabrata ولبدة ظل اسم أطرابلس عالقاً بمدينة (أياس) (أويا) وسار العرب على هذا الاستعمال الشائع([8])، هذا وقد كانت تعرف مدينة طرابلس قبل الفتح الإسلامى باسم " أيا Oea " وهى تسمية نقلتها المصادر العربية على شكل " أُياس " وفى بعضها " أناس "، ثم أطلق الاسم العام على مدينة واحدة من المدن الثلاث وهى أطرابلس([9]) دون غيرها من مدن الإقليم. ويبدو أن تسمية طرابلس بدون الألف قد استعملت منذ وقت مبكر كمرادف لتسمية أطرابلس بالألف([10]) حتى غلبت تسمية طرابلس فيما بعد، وأصبحت أكثر استعمالاً لدى المؤرخين([11]) إذ بإسقاط الألف أصبحت الكلمة أخف وأيسر نطقاً فكثر استعمالها بهذا الرسم دون الآخر([12])، وكما كان اسم طرابلس يطلق على مدينة طرابلس لما أصاب لبدة وصبراته من خراب قبيل الفتح الإسلامى، فقد يطلق لفظ طرابلس على الإقليم كله([13]) كما استخدم بعض المؤرخين المحدثين اسم طرابلس وهو يقصد إقليمى برقة وطرابلس ومنهم النائب الأنصارى فى كتابه: المنهل العذب فى تاريخ طرابلس الغرب، وابن غلبون فى كتابه: التذكار فيمن ملك طرابلس وما كان بها من الأخبار. ([1]) طرابلس: بفتح أوله وبعد الألف باء موحدة مضمومة ولام مضمومة. الحموى: معجم ج4 ص25، وقد ذكرها التيجاني بلام ساكنة استناداً إلى جواز تغيير الأسماء الأعجمية للضرورة.انظر: الرحلة ص 271 وقارن الطاهر الزاوى: معجم البلدان الليبية، بيروت، الطبعة الأولى، 1968م، ص 255، حيث يذكر أن اللام تنطق بالضم والسكون. ([2]) أطرابلس: بفتح وسكون الطاء وفتح الراء وضم الباء المنقوطة بواحدة، واللام، وفى آخرها سين مهملة، وهذا الاسم لمدينتين: أحدهما على ساحل بلاد الشام والأخرى من بلاد المغرب، وقد تسقط الألف من التى بالشام للتفرقة بينهما. السمعانى: كتاب الأنساب، تحقيق الشيخ عبد الرحمن اليمانى، طبعة حيدر آباد (د.ت) ج1 ص 298، ياقوت الحموى: معجم ج1 ص 216-217، التيجانى: الرحلة ص 271. ([3]) الطاهر الزاوى: معجم البلدان الليبية ص 25. ([4]) البكرى: المسالك والممالك ج2 ص 653، الحموى: معجم ج4 ص 25، التيجانى: الرحلة ص 271. ([5]) ابن خردذابة: كتاب المسالك والممالك، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، (د.ت)، ص91، مؤلف مجهول: الاستبصار فى عجائب الأمصار ص110، البكرى: المسالك والممالك ج2ص653، ياقوت الحموى: معجم البلدان ج4ص25، ويذكر أن اسم طرابلس: طرابليطه بزيادة ألف بعد الراء. ([6]) Theophanes:Chronographia of Patrolagia Greaeca edmigne،Tom،paris،1963، P30. إتورى روسى: ليبيا منذ الفتح العربى حتى سنة 1911م، ترجمة خليفة محمد التليسى، الدار العربية للكتاب، بيروت، الطبعة الثانية،1991م ص 25، د.إبراهيم خميسى: أحوال برقة وطرابلس فى أوائل العصور الوسطى، مجلة كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، مجلد42، 1995م، ذكر د.حسين مؤنس أنها تيرى – بوليس أى المدن الثلاث انظر: تاريخ المغرب وحضارته، مطبعة العصر الحديث للنشر والتوزيع، القاهرة،1987م،ج1 ص 27. ([7]) سعد زغلول: تاريخ المغرب ج1 ص66 هامش 66، مصطفى على هويدى: ولاية طرابلس الغرب، الاسم والمضمون، مجلة البحوث التاريخية، مركز جهاد الليبيين، العددان السابع والثامن، 1992م ص319. ([8]) إتورى روسى: المصدر السابق نفسه. ([9]) الورثيلانى: رحلة الورثيلاني التي تسمى نزهة الأنظار فى فضل علم التاريخ والأخبار، دار الكتاب اللبناني، بيروت، الطبعة الثانية، 1974، ص 145، نجم الدين غالب: مدينة لبدة، (د.ن)، طرابلس، 1984م ص107، إحسان عباس: تاريخ ليبيا ص12. ([10]) انظر اليعقوبى: البلدان ص346- 347 حيث إستخدم كلمة أطرابلس بينما فى كتابه تاريخ اليعقوبى: استخدم كلمة طرابلس. انظر تاريخ اليعقوبى، طبعة دار صادر، بيروت، 1960م ج1 ص190. وقد شاركه في ذك ابن عبد الحكم: فتوح مصر ص171، مجهول: الاستبصار (استخدم التعبيرين) (طرابلس – أطرابلس) ص110-111. ([11]) ابن الأثير: الكامل في التاريخ، تحقيق د. محمد يوسف الدقاق، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولي 1987م، ج3 ص25، 89، ج6 ص139، 157، ابن خلدون: العبر ج4 ص75، المراكشى: المعجب فى تلخيص أخبار المغرب، تحقيق محمد زينهم محمد عزب، دار الفرجانى، القاهرة (د.ت) ص282، هذا بينما نجد ابن عذارى يستخدم كلمة" أطرابلس ": البيان المغرب فى أخبار الأندلس والمغرب، تحقيق ليفى بروفنسال، الطبعة الثالثة، الدار العربية للكتاب، بيروت، 1983، ج1 ص5. ([12]) الطاهر الزاوى: تاريخ الفتح العربى فى ليبيا، دار المعارف، مصر، الطبعة الثانية، 1963م ص46. ([13]) المرجع السابق ص47 وهذا يعنى أن المسلمين الفاتحين قد صبغوا البلاد صبغة عربية منذ حلولهم بها، من خلال إطلاقهم التسميات العربية على أهم مدنها مثل برقة وطرابلس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق